متى ستسقط أوراقنا
متى ستسقط أوراقنا !!
كأنّ الحياة في جو الطَّبيعةِ المتجددة .. يُعطينا شعورًا أكبرَ بالحياة
...
ففي كل ثلاثة أشهر يُطالعنا فصل جديد ..
بثوبٍ جديد .. وألوانٍ تتغيرُ مع
تغير الأيام ..
ها هو الخريفُ قد بدأ يتسللُ عبرَ أيام الصيفِ الأخيرة
..
يحاولُ أن يطرده .. ليحل محله ..
كم هي رائعةٌ أيامُ الخريفِ الأولى
.. كما هو كلُّ شيء في بداياته ..
يتغيرُ لونُ أوراقِ الشجر .. فتصبحُ
الشجرةُ كأنها راقصةٌ تلبسُ ثوبـًا مزينا بألوان عِدّة ..
تتباهى برقةٍ مع
نسماتِ الهواءِ القوية .. وتتمايلُ معها ..
ما أكثرَ الأيامَ التي أجلسُ بها
.. أتأملُ ألوان الشجر الذي يتغيرُ كل يوم أمامَ عيني ..
أنا أشعر بذلك التغير
.. بينما هي ( الشجرة ) تمر في مرحلةٍ اعتياديةٍ طبيعية ..
في دورة من دوراتِ
الحياة ..
نعم ..
هنا .. قارنتُ بيني وبينها .. بين البشر .. وبين الشجر
..
لكأنَّ حياتـنا فصول .. نتغير مع كل فصل منها من حيثُ لا نشعرُ بذلك
التغير ..
يراهُ غيرنا علينا .. أما نحن .. فنحسبُ دائما أننا في الربيع
..
فنحنُ نلدُ في الربيع ..
وأعمارُ أمتنا حول الستين ..
فكأن كل فصل من
فصول حياتنا يأخذ منا خمسة عشر عاما ..
لقد تجاوزنا الربيع .. وها هو الصيفُ ..
يودعُنا بعد سنواتٍ قليلة ..
وسيأتي الخريفُ .. وتتغير ألوانُنا .. ثم الشتاُء
.. فتجفُ عروقنا شيئا فشيئا ..
إلى أن نذبل تماما ..
ونستسلمَ للموت
..
هنا ..
أصابني رعبٌ كبير .. أيُعقلُ أن الحياة مرت بي إلى الآن بهذه السرعة !!
ماذا
فعلتُ بها ؟
هل وضعتُ جذورا ؟؟!!
هل بذرتُ بذورا ؟؟!!
ولو كانت ..
فهل تعمـَّق جذري إلى حيثُ يصعبُ اجتثاثـُه !!
أم أنه جذرٌ سطحيٌ لا يلبث أن
يندثر مع موتي !!
ولو كانت هناك بذور ..
فهل هي بذورُ خير أم شر ؟؟
بذورٌ
تُحيي ذكري ليدعوَ ليَ الآخرون بالرحمة !!
أم بذور تسـُبني انتقاما لأني
أودعتـُها الأرض !!
لا أدري ..
ولكنها تساؤلاتٌ مرَّت بي عندما رأيتُ
تغير ألوان أوراق الشجر الخريفية ..
وقلت : متى ستسقط أوراقنا
!!؟؟؟؟
وراعني هذا السؤال