الأسئلة ثابتة.. والأجوبة تتغير
عندما كان العالم الشهير آينشتاين مدرّساً في جامعة برينستون في أمريكا، وبعد أن قدّم أسئلة الاختبار لطلابه في مادة الفيزياء، اكتشف مساعده أن الأسئلة التي قدمها آينشتاين في الاختبار هي نفس الأسئلة التي قُدِّمت لطلاب الفصل السابق، وفي الغالب أن الطلاب قد اطّلعوا عليها مسبقاً، ولم يتوقع أن يقع آينشتاين في مثل هذا الخطأ، فتجرّأ المساعدُ وهمس في أذنه وقال: "دكتور آينشتاين، أليست هذه نفس أسئلة طلاب الفصل السابق؟" فقال آينشتاين: "نعم"، فتساءل المساعد: "اعذرني على السؤال دكتور آينشتاين، ولكن كيف يمكن أن تقدم نفس أسئلة الفصل السابق!" فقال آينشتاين: "أنا لم أغير الأسئلة، ولكن الأجوبة تغيّرت".
فعلاً، العالم من حولنا يتطّور ويتغيّر بسرعة هائلة، فأحياناً لا تتغير الأسئلة في حياتنا ولكن العلم يتقدم والعالم يتطور فتتغير الأجوبة، وعلى الإنسان أن يواكب هذا التطور السريع ليحقق النجاح، فسؤال "كيف يمكن أن أحقق النجاح؟" سؤال ثابت على مر العصور، ولكن ربما تختلف إجابته مع مرور الوقت.
إن الناجحين يتطورون بشكل أسرع من غيرهم، بل إنهم هم من يطورون العالم، أما الفاشلون فيكتفون بالأفكار والمهارات والسلوك والعادات التي كانت لديهم منذ زمن بعيد ويقتنعون بها ولا يطوروها، فيسبقهم الزمن ويتفوق عليهم الآخرون ليجدوا أنفسهم في مؤخرة الركب. ولا ضير في أن يحافظ الإنسان على عاداته الطيبة وخصاله الجميلة وقيمه العالية، ولكن ربما تكون أطيب وأجمل وأعلى لو طورها وأضاف إليها.
إن الثبات على نفس المستوى هو في الواقع تراجع وليس ثباتاً مقارنة بتقدم الزمن وتطور الحياة، فمن كانت سرعة تطوره أبطأ من سرعة تغير العالم من حوله صار ضحية لهذا التطور، ومن أراد مجاراته فليتطور بنفس سرعته، أما من أراد التحكم فيه والسيطرة عليه فيجب أن يتوقعه ويستعد له بل ربما يسبقه ويحدثه. قال خبير الإدارة بيتر دراكر: "إن أفضل طريقة لتوقع المستقبل هي صناعته".