من القصص التي تروى للصغار أن أسداً وذئباً وثعلباً صادوا أرنباً وخروفاً وغزالاً، فاجتمعوا ليقتسموا الصيد، فقال الأسد للذئب اقسم بيننا. فقال الذئب: الغزال لك أيها الأسد والخروف لي والأرنب للثعلب. فقال الأسد: تلك قسمة ظالمة. ثم ضربه ضربةً أطارت رأسه، ثم قال: اقسم لنا أيها الثعلب. فقال الثعلب: الغزال لغدائك والخروف لعشائك والأرنب لك بين الوجبتين. فقال الأسد: تلك قسمة عادلة، من أين تعلمت هذا أيها الثعلب العادل؟ فقال الثعلب: تعلمتها من رأس الذئب الذي طار.
فكما أن الإنسان يتعلم من تجاربه وأخطائه فإنه يتعلم أيضاً من تجارب الآخرين وأخطائهم حتى يتجنب الخطأ من أول مرة قدر الإمكان، والسعيد من اتعظ بغيره، ففي بعض الأحيان لا تتاح للإنسان الفرصة في أن يتعلم من أخطاءه كما حدث للذئب المسكين، فالإطلاع على تجارب الآخرين والتفكّر فيها يُضيف إلى الإنسان كمَّاً هائلاً من الدروس المجانية، فيأخذ ثمرتها ويضيفها إلى عقله الشغوف بالتعلم.
إن جهودنا وعقولنا البشرية المتراكمة أهّلتنا لنصل إلى ما وصلنا إليه اليوم من تطور وتقدم، وذلك بضم عقول من سبقونا إلى عقولنا والاطلاع على تجاربهم وقصص فشلهم ونجاحهم، فابحث دائما عن تجارب مماثلة لما تنوي عمله واطّلع على ما كسبته عقول الآخرين في هذا المجال، فأنت بهذا تضيف أعماراً إلى عمرك وتجارباً إلى تجاربك وعقولاً إلى عقلك.
إن فعل ما يفعله الناجحون يؤدي إلى النجاح، وفعل ما يفعله الفاشلون يؤدي إلى الفشل، وذلك حسب قانون السبب والنتيجة الذي هو من أهم قوانين الحياة، ويقول هذا القانون أن كل شيء يحدث في هذه الدنيا وكل نتيجة تراها يوجد خلفها أسباب أدت إلى تلك النتيجة، وأحياناً لا يعرف الإنسان تلك الأسباب ولكنها موجودة، فلا شيء يحدث دون سبب، فالناجحون لم ينجحوا مصادفة، ولكنهم يفعلون أشياء تختلف عما يفعله غيرهم، وكذلك الفاشلون، فافعل ما يفعله الناجحون لتحقق النجاح وتجنب ما يفعله الفاشلون لتتجنب الفشل.